الشيخ محمد خليل هراس

يقول الشيخ محمد أمان الجامي أحد تلامذته:
(الشيخ محمد خليل هراس كان رجلاً من علماء الأزهر وكان أشعريًّا صوفيًّا
فيلسوفًّا ولما أراد أن يقدم رسالة الماجستير والدكتوراه طلبوا منه أن يؤلف
كتابًا يرد به على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى . فجمع كتب ابن
تيمية ليرد عليه ولما أخذ قراءتها مدة ثلاثة أشهر تبين له الحق في العقيدة
فرجع عن أشعريته ولزم أهل السنة والجماعة واعتقد بمعتقدهم الصحيح، ثم حول
رسالته إلى عقيدة ابن تيمية السلفي بدلاً من الرد عليه).
ويقول محمد إسماعيل المقدم: الدكتور محمد خليل هراس رحمه الله تعالى- وهو
من أفاضل علماء السلفيين المعاصرين، ومن علماء أنصار السنة- كان له قصة مع
السلفية، فهو أراد أن يقدم دراسة عليا ينتقد فيها شيخ الإسلام ابن تيمية،
فقال له أستاذه: ما وجدت أحداً أعفش- هذه عبارته- من ابن تيمية حتى تقدم
فيه دراسة؟ قال له: أنا أعمل دراسة حتى أبين عفاشته! وأنا لا أدري هل هي
كلمة فصيحة أم لا؟! لكن هذا هو اللفظ الذي سمعته، فذهب إلى الشيخ محمد منير
آغا الدمشقي رحمه الله تعالى، وكان عالماً سلفياً، وكانت عنده مكتبة قيمة
جداً، فشرح له مراده، فالشيخ محمد منير آغا تلطف بالدكتور خليل هراس رحمه
الله، وما اشتد عليه، مع أنه قال: أنا أريد أن أبين عورات منهج ابن تيمية،
وكان عنده فراسة وبصيرة، فماذا فعل؟ وفر للدكتور خليل هراس رحمه الله تعالى
كتب شيخ الإسلام فأخذ ينهل منها وينهل، وإذا به ينتهي بالبحث المشهور
المتداول الذي اسمه: ابن تيمية السلفي، وقد كان عنوان بحثه: ابن تيمية ليس
سلفياً، فتحولت الرسالة إلى: ابن تيمية السلفي، فأصبح مدافعاً عن شيخ
الإسلام رحمه الله تعالى (شريط السلفية منهج ملزم لكل مسلم).