- مقدمة : لخطبة جمعه .
الحمد لله الذي خلق النوى والحب، وخلق الفاكهة والأب، وأبغض وكره وأحب، وأمرض وداوى وطب، أنشأ الحيوان بقدرته فدب، ثم حامى عنه بلطفه وذب، ورباه فأحسن تدبيره حين رب، فالعجب لمربوب ينكر الرب، عم أنعامه في البحر الحوت وفي البر الضب، اختار محمداً فشرح صدره فلب، وصبت المحبة في قلبه فانصب الصب، وكان يسمى بالأمين صغيراً وبعدما شب، ثم اجتمع له المراد بالنصر واستتب، وقهر الأعداء حتى ألبسهم الزناد والقب، وقمع كل من يتجرع الخنق فاختنق حين عب، فقيل لنبينا يا حليم نحن نجيب عنك الخب (تَبَّت يَدا أبِي لَهبٍ وَتَبّ). لابن الجوزي .